حين تختلط الأصوات، وتتزاحم المنصات، وتغيب البوصلة…
يبقى السؤال معلقًا في الأذهان:
من يُشكّل وعينا اليوم؟ ومن أين نغرف تصوّراتنا عن الدين، واللغة، والهوية؟
من هذا القلق العميق، وُلد “بودكاست عتبات”.
لا كبرنامجٍ عابر، ولا كمجرّد حوارٍ ثقافي،
بل كمشروعٍ تربويّ فكريّ أراد أن يعيد تعريف الثقافة من منابعها الأولى،
وأن يستعيد سؤال الهوية في مواجهة تشويهٍ ممنهج بات الإعلام النافذ أحد أدواته.
انطلق الموسم الأول من بودكاست “عتبات” برؤية واضحة: أن نعيد تسليط الضوء على المضامين الثقافية الكبرى التي شكّلت وجدان الإنسان العربي، والتي غُيّبت أو شُوّهت بفعل هيمنة الإعلام الرسمي، وهيمنة الأقليات السلطوية، وانفصال التعليم عن الثقافة. أراد الموسم الأول أن يُعيدنا إلى المصادر الحقيقية للثقافة العربية: القرآن، السنّة، الأدب، القدوات، وبرامج التعليم.
الحلقات: استعراض المحتوى والمعاني
لماذا هذه الحلقات؟
لم يكن اختيار ضيوف الموسم الأول عشوائيًا، ولم تكن محاوره استجابة لترند عابر.
لقد سعينا إلى تنويع الحلقات بين الأصول المرجعية (القرآن، السنّة، الأدب)، وبين القضايا المعاصرة (الهوية، التعليم، اللغة، الهجرة)، حتى يبني كل حلقة على سابقتها، ويعيد تشكيل الفكرة الكبرى:
من أين نبدأ إعادة البناء الثقافي؟
فيما يلي استعراض للحلقات الأربع عشرة، مع لمحة سريعة عن كل ضيف، وسؤال الحلقة الجوهري الذي طُرح.
1. هل نحن بحاجة لقدوة أم لإعادة تعريفها؟ – د. حسن العثمان
فتحت هذه الحلقة الباب على السؤال الجوهري: هل القدوة شخصية تراثية مقدسة أم إنسانٌ حيّ نعيش معه؟ وما معنى أن نعيد تعريف القدوة في واقع الشباب اليوم؟
2. من مصر إلى السعودية: هل يمكن توحيد التعليم العربي؟ – د. علي الحديبي
مشاهدة على يوتيوب
تناولت الحلقة واقع المناهج العربية بين القُطرية والتفكك، وقدّمت دعوة لبناء تعليم عربي موحّد يعبر بالطالب من الحدود السياسية إلى آفاق الهوية الثقافية.
3. كيف غيّرت تلاوة القرآن حياة الناس؟ – د. يحيى الغوثاني
مشاهدة على يوتيوب
حكايات شخصية من الشام والمدينة عن أثر التلاوة القرآنية في التكوين الروحي والثقافي، وعن معنى أن يكون القرآن نَسغًا حيًّا لا محفوظًا ميتًا.
4. من قصر الخليفة إلى أطراف القبيلة… الشعر والسلطة – د. إياس الرشيد
مشاهدة على يوتيوب
الشعر العربي بوصفه إعلامًا تقليديًّا، كيف خدم السلطة، وكيف تمرد عليها، وكيف أصبح حاملًا للهوية في غياب السياسة.
5. تمكين اللسان العربي… مشروع نهضوي؟ – د. مؤمن العنان
مشاهدة على يوتيوب
تجربة تربوية معمّقة تُعيد اللغة العربية من كتب المدارس إلى بيوت الناس، ومن اللسان الجامد إلى الانتماء الحي.
6. العربية في اليابان… بين عشق الخط وتعقيد النطق! – د. راوية جاموس
مشاهدة على يوتيوب
حلقة استثنائية من قلب اليابان، ترصد التحديات الجمالية والنطقية التي تواجه تعليم العربية لليابانيين، وأهمية فهم المجتمع قبل تلقين اللغة.
7. هل أنقذت المراكز الشرعية أبناء المهجر؟ – د. ماهر الرفاعي
مشاهدة على يوتيوب
قراءة نقدية بناءة لدور المراكز الشرعية في حفظ الهوية، بين الإنجاز والتقصير، وبين الحاجة إلى تجديد الخطاب واحتضان أبناء الجيل الثالث
8. التعليم في الشام ولبنان… حين تتقاطع الجامعة والمحراب – د. باسم عيتاني
مشاهدة على يوتيوب
تجربة لبنانية شامية فريدة، حيث يلتقي العمق الروحي بالصرامة الأكاديمية، ويجتمع الإيمان بالتحقيق العلمي في تكوين المعلم.
9. “ضُربَ زيدٌ” إلى متى؟ تجديد تعليم النحو – أ. أنس عزت آغا
مشاهدة على يوتيوب
نقدٌ جذري لتعليم النحو التقليدي، ودعوة للانتقال من أمثلة الحفظ الجاف إلى سياقات المعنى والوظيفة.
10. هل غابت السنّة عن حياتنا؟ – د. أنس سرميني
مشاهدة على يوتيوب
دعوة لإعادة السنة النبوية من الكتب إلى السلوك، ومن الثقافة النظرية إلى نمط الحياة اليومية.
11. هل أنت جاهز للتعليم عن بعد؟ – أ. محمد السيد عمر
مشاهدة على يوتيوب
نقاش عملي حول فرص المعلم العربي في العالم الرقمي، وأهمية التحوّل إلى صانع محتوى لا مجرد ناقل معرفة.
12. لماذا يفشل الأطفال في تعلم العربية؟ – د. هبة شنيك
مشاهدة على يوتيوب
تشخيص تربوي حقيقي لأسباب فشل التعليم المبكر، مع وصفات عملية صادقة من قلب الفصول الدراسية.
13. لماذا تفشل بعض برامج تعليم العربية؟ – د. محمد الخلف
مشاهدة على يوتيوب
حلقة تفضح أخطاء التصميم التربوي في البرامج المنتشرة، وتعيد الاعتبار للمعلم والمحتوى والتجربة لا للشكل وحده.
14. هل أبناء المهجر أمل الوطن أم غرباء؟ – د. حمزة الحمزاوي
مشاهدة على يوتيوب
حلقة موجعة وصادقة حول صدمة العودة لأبناء المهجر، وعن الجرح المفتوح بين الهوية القومية والواقع الوطني.
أثر الموسم الأول
الموسم الأول من بودكاست “عتبات” لم يكن موسماً عادياً. لقد كان بيان نهوض ثقافي تربوي، ومحاولة واعية لرسم خريطة جديدة للثقافة العربية من الداخل.
شهد الموسم تفاعلًا واسعًا على يوتيوب ومنصات البودكاست، وبدأت الحلقات تُستخدم في السياقات التعليمية والتربوية داخل الجامعات والمعاهد.
إن ما بدأ بقلق أبوي على الهوية، تحوّل اليوم إلى مشروعٍ معرفيٍّ كامل، يتطلّع إلى بناء مؤسسة عربية للتواصل الثقافي والتربوي.
🔸 “ما زلنا على العتبة… لكننا نعرف الطريق”.
